اسم الکتاب : مناهج البكاء فى فجائع كربلاء المؤلف : الفرطوسي الحويزي، حسین الجزء : 1 صفحة : 184
الله يعين امه الثكله
من شافته او دمه امغسله
في بعض المقاتل انه لما اثكل الحسين عليهالسلام بانصاره جميعاً ولم
يبقى الاّ هو نفسه وحيدا مع تلك النسوة الأرامل فما كان منه الاّ لقاء الحق ولا
بدَّ من القاء الحجة على اولائك المردة من علمه بما انطوت عليه نيّاتهم الخبيثة. فلما
زحفوا لقتاله تقدّم ليعظهم فحمد الله واثنى عليه وذكر جدّه فصلى عليه ثم قال : الحمد
لله الذي جعل الدنيا دار فناء وزوال ، متصرّفه بأهلها حالاً بعد حال ، فالمغرور من
غرته ، والشقي من فتنته ، فلا تغرنكم هذه الدنيا فانها تقطع الرجاء وتخيّب طمع من
طمع فيها واراكم قد اجتمعتم على امر قد اسخطتم الله فيه عليكم واعرض بوحهه الكريم
عنكم وأحلَّ بكم نقمته وجنبّكم رحمته فنعم الربّ ربُّنا وبئس العبيد انتم أقررتم
بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
ثم انكم زحفتم الى ذريته وعترته تريدون قتلهم فاستحوذ عليكم الشيطان فانساكم ذكر
الله فتباً لكم ولما تريدون إِنا لله وإنا أليه راجعون ، هؤلاء قوم كفرو بعد
ايمانهم فبعداً للقوم الظالمين. فقال ابن سعد لعنه الله : ويلكم كلموه فتقدّم اليه
شمر لعنه الله قائلا : يا حسين ما هذا الذي تقول ، قال عليهالسلام : أقول اتّقوا الله
ربكم ولا تقتلوني فانه لا يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي فاني ابن بني نبيّكم ولعلّه
قد بلغكم قول نبيّكم
اسم الکتاب : مناهج البكاء فى فجائع كربلاء المؤلف : الفرطوسي الحويزي، حسین الجزء : 1 صفحة : 184