فان يمسي مغبّر الجبين فطالما
ضحى الحرب في وجه الكتيبة غبّرا
وان يقضي ظمآناً تفطر قلبه
فقد راع قلب الموت حتّى تفطّرا
والقحها شعواء تشقى بها العدى
ولود المنايا ترضع الحتف ممقرا
فظاهر فيها بين درعين نشرة
وصبر ودرع الصبر اقواها عرى
سطا وهو احمى من يصون كريمة
واشجع من يقتاد للحرب عسكرا
فرافده في حومة الضرب مرهف
على قلة الأنصار فيه تكثرا
تَعّثَر حتى مات في الهام حدهُ
وقائِمُهُ في كَفِهِ ما تَعَثّرا
كأن احاه السيف اعطى صبره
فلم يبرح الهيجاء حتّى تكسّرا
له الله مفطورا من الصبر قلبه
ولو كان من صم الصفا لتفطّرا
ومنعطف اهوى لتقبيل طفله
فقبل منه قبلة السهم منحرا
لقد ولدا في ساعة هو والردى
ومن قبله في نحره السهم كبرى
الطفل وحاله ، بلسان الحال :