اسم الکتاب : عقيلة قريش آمنة بنت الحسين عليهما السلام المؤلف : الحلو، السيد محمد علي الجزء : 1 صفحة : 86
لا تصلح للتخصيص
حقيقة لا كما فهمه البعض ، ولا مجال لذكر ما احتجوا بأنها مخصصات ، وكون الحرمة
مشروطة بانضمام بعض المحرمات كمجالس اللهو ، ودخول الرجال على النساء وغير ذلك ، على
أن المعارضات التي ذكرها البعض لا تقوى على معارضة ما ذكرناه من أخبار التحريم ؛
لمخالفتها لكتاب الله وموافقتها للعلامة ، وهي مرجحات لا يختلف في العمل بها أحد ،
فتبقى حرمة الغناء ذاتا على حالها غير معارضة بما توهمه البعض بأنها معارضات.
هذا حكم الغناء في الشريعة ، والقصة
المذكورة منافية لضرورات الدين ، ولإجماع الطائفة الحقة منذ عهد أئمتهم ـ صلوات
الله عليهم ـ حتى يومنا هذا ، فكيف ينسجم واقعهم مع هذه الموضوعات بعد ذلك؟!
حقيقة الأمر ما هي؟
ابن سريج نائحا أم مغنيا؟
وإذا أمعنا في بطلان هذه القصة وأمثالها
، فإن الإصفهاني يؤكد فيما يرويه في موضع آخر تنافي هذه القصة مع الواقع ، وتعارضها
مع خبر النياحة الذي اشتهر بها ابن سريج.
فقد كان ابن سريج نائحا ، وكانت السيدة
«آمنة» سكينة تتحرى موارد النياحة بما يساعدها على التخفيف من مصائبهم أهل البيت عليهمالسلام ، بل كانت النياحة
أسلوبا جديرا في بيان ما أصاب أهل هذا البيت من فجائع ، وتصرفات الدهور وتقلبات
الأيام ونوائبها ، لذا حرص أهل البيت عليهمالسلام
على النياحة كأسلوب مهم من أساليب بيان مظلوميتهم ، ومشاركة العواطف والأحاسيس
العامة مع مأساتهم التي سببتها الأنظمة السياسية الطامحة إلى سحق كل القيم من أجل
الوصول إلى الحكم والسلطة ، لذا حرص الأئمة
اسم الکتاب : عقيلة قريش آمنة بنت الحسين عليهما السلام المؤلف : الحلو، السيد محمد علي الجزء : 1 صفحة : 86