اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 44
والذين يظلمون دون
أن يَردوا من قِبل عثمان.
وأثارت عليه سخط الأنصار ؛ لأنّهم
حُرموا من الولايات بعد أن وعُدوا بأن يكونوا شركاء في الحكم ، ولم ينس الأنصار
يوماً أنّ سيوفهم وقتلاهم وأموالهم هي التي بوّأت قريشاً هذه المنزلة.
وأثارت سخط شباب قريش والطامحين إلى
الحكم من أعضاء الشورى ؛ لأنّهم أُهملوا ولم ينالوا ولاية من هذه الولايات.
* * *
ولقد كان سُلوك عثمان إزاء مُعارضي
سياسته في المال والإدارة من كبار الصحابة سبباً في مُضاعفة النّقمة عليه في قريش
وفي عامّة المسلمين ، وعاملاً مهمّاً من عوامل تعقيد الأزمة التي عاناها عثمان
وعاناها المسلمون في عهد عثمان.
فقد عارض سياسة عثمان في المال والإدارة
عبد الله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة ، وكان خازناً لبيت المال ، فاعترضه عثمان
بقوله : «إنّما أنت خازن لنا».
ثمّ اشتدّت معارضة ابن مسعود فأمر عثمان
بضربه حتّى كسر بعض أضلاعه.
وعارضه أبو ذرّ الغفاري فنفاه إلى الشام
، فلم يكُفّ عن المُعارضة ، بلأمدته أساليب معاوية في الناس بمادة جديدة ، فأخذ
ينتقد أساليب معاوية في إنفاق الأموال العامّة ، وصادف كلامه هوى في نفوس رعية
معاوية ، فكتب بشأنه إلى عثمان ، فأرسل إليه عثمان :
«أرسل إليّ جندباً ـ وهذا اسم أبي ذرّ ـ على أغلظ مركب وأوعره».
فوصل أبو ذرّ إلى المدينة وقد تآكل لحم
فخذيه من عنف السير ، ولكنّه لم
اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 44