اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 39
ـ ٢ ـ
وسار عثمان حين ولي الخلافة على سياسة
في المال لم يعهدها المسلمون ممّن تقدّمه ، ولم يألفوها ؛ فقد راح يغدق الهبات
الضخمة على آله وذويه وغيرهم من أعيان قريش ، وعلى بعض أعضاء الشّورى بصورة خاصّة.
ولو كانت هذه الهبات من أمواله الخاصّة لما أثارت اعتراض أحد ، ولكنّها كانت من
بيت المال الذي يشترك فيه المسلمون جميعاً. وقد سار عمّال عثمان في أنحاء الخلافة
سيرته في المدينة ، فانكفؤوا على بيوت الأموال المحلية ينفقونها على آلهم وأنصارهم
والمقرّبين إليهم [١]
..
وقام عثمان بإجراء مالي فتح به للطّبقة
الثريّة التي كان يخصّها بهباته وعطاياه أبواباً من النشاط المالي ، وأتاح لهم فرص
التّمكين لنفسها وتنمية ثرواتها ، وذلك حين اقترح أن ينقل الناس فيهم من الأرض إلى
حيث أقاموا ؛ فلمَنْ كان له أرض في العراق ، أو في الشام ، أو في مصر أن يبيعها
ممّن له أرض بالحجاز ، أو غيره من بلاد العرب. وقد سارع الأثرياء إلى الاستفادة من
هذا الإجراء ، فاشتروا بأموالهم المُكدّسة أرضين في البلاد المفتوحة ، وبادلوا بأرضهم
الحجاز أرضين في البلاد المفتوحة ، وجلبوا لها الرقيق والأحرار يعملون فيها
ويستثمرونها ، وبذلك نمت هذه الثروات نمواً عظيماً ، وازدادت هذه الطّبقة الطّامحة
إلى الحكم والطّامحة إلى السيادة قوّة إلى قوّتها.
وقد ذكر المسعودي وغيره بعض الأمثلة على
هذه الثروات الضّخمة في ذلك الوقت.
[١] المسعودي : مروج
الذهب ٢ / ٣٤١ ، والبلاذري : أنساب الأشراف ٥ / ٢٥ ـ ٢٨ و ٤٨ ، ٥٢ ، وغيرهما.
اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 39