اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 223
خاتمة
ما نريده ونلح على أنّه ضروري لنا في
مرحلتنا الثورية الراهنة هو ألسنة التاريخ ، هو جعله ذا صلة بحياة الإنسان ومطامحه
، هو إعداده ليندمج مع الكائن الإنساني في تركيب عضوي مُتفاعل مُتكامل وليس مجرّد
انعكاس خاوٍ لحياة إنسانيّة سابقة.
لقد دأب مدوّنو التأريخ العرب على
الاهتمام بالتأريخ الشخصي للملوك والقادة ؛ فسجّلوا بإسهاب عظيم حروبهم
وانتصاراتهم ، ومجالس مجونهم ولهوهم ، ولم يولوا الجانب الاجتماعي من الحياة
الإسلاميّة ـ وهو ما يتّصل بحياة الأمّة ـ اهتماماً وإن كان ضئيلاً.
ومن هنا أضحى التأريخ عندنا ـ بالنسبة
إلى الجماهير ـ مجرّد انعكاس لحيوات سابقة لا يُسهم في تكوين الشخصيّة الإنسانيّة.
إنّه قد يُسهم في إثارة الحماس الخلاّق تارة والغرور المدمر اُخرى ، ولكنّه لا
يُسهم أبداً في تكوين شخصيّة إنسانيّة سوية مُتكاملة ترتكز على أصول إنسانيّة
عريقة ، فلا تفقد محور الارتكاز حين تتعرّض لامتحان قاسٍ لا يجتازه إلاّ الإنسان
... الإنسان.
وإن حُقبتنا الحياتية الراهنة لتُحتم
علينا أن نتناول التاريخ تناولاً إنسانياً ،
اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 223