اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 214
الحجّاج ومَنْ معه
من أهل الشام وخلع عبد الملك. وسبب إسراع أهل البصرة إلى مساندة الثورة هو الظلم
والجوع ؛ فقد كتب عمّال الحجّاج إليه أنّ الخراج قد انكسر ، وأنّ أهل الذمّة قد
أسلموا ولحقوا بالأمصار. فكتب إلى البصرة وغيرها : مَنْ كان له أصل في قرية فليخرج
إليها ، فخرج الناس فعسكروا ، فجعلوا يبكون وينادون : يا محمداه! يا محمداه!
وجعلوا لا يدرون أين يذهبون ، فجعل قرّاء أهل البصرة يخرجون إليهم مُتقنّعين
فيبكون لما يسمعون منهم ويرون ، فقدم ابن الأشعث على مجتمع معبّأ ينتظر قائداً ، فاستجاب
المجتمع هذه الاستجابة السريعة ، واستبصر قرّاء البصرة في قتال الحجّاج مع عبد
الرحمن بن الأشعث.
وقد استمرت هذه الثورة من سنة ٨١ هـ إلى
سنة ٨٣ هـ ، وأحرزت انتصارات عسكرية ، ثمّ قضى عليها الحجّاج بجيوش سورية [١].
هذه هي ثورة عبد الرحمن بن الأشعث ، وهي
ثورة قام بها العرب ولم يقم بها الموالي. قام بها العرب العراقيون الذين ساءت
حالتهم الاقتصادية إلى حدّ مروّع ، والذين استُخدموا في الفتوح الاستعمارية دون أن
يحصلوا على غنائمها ، والذين كان عليهم أن يُحاربوا مقابل جرايات ضئيلة لا تكفي ، بينما
يفوز بالمغانم والأعطيات الكثيرة الجنود السوريون الذين تركهم الحجّاج في العراق ؛
ليستعين بهم على قمع الثورات التي يقوم بها العراقيون [٢].