اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 204
ـ ٣ ـ
ب ـ ثورة المدينة
وكانت ثورة المدينة ردّ فعل آخر لمقتل
الحسين عليهالسلام.
إلاّ إنّنا هنا نشاهد لوناً آخر من
الثورات ، ثورة تختلف عن ثورة التوابين في الدوافع والأهداف. لقد كانت الدوافع إلى
هذه الثورة شيئاً غير الانتقام ، كانت ثورة تستهدف تقويض سلطان الاُمويِّين الظالم
الجائر البعيد عن الدين.
وما نشكّ في أنّ شُعلة هذه الثورة كانت
مُتأجّجة ولكنّها كانت تبحث عن مُبرّر للانفجار ، والذي أجّج شُعلة الثورة أسباب
منها مقتل الحسين عليهالسلام
ولعلّه كان أهمّها ؛ فإنّ زينب بنت علي عليهاالسلام
دأبت بعد وصولها إلى المدينة على العمل للثورة ، وعلى تعبئة النفوس لها ، وتأليب
الناس على حكم يزيد ، حتّى لقد خاف عمرو بن سعيد الأشدق والي يزيد على المدينة
انتقاض الأمر ، فكتب إلى يزيد عن نشاطها كتاباً قال فيه :
إنّ وجودها بين أهل المدينة مُهيّج
للخواطر ، وإنّها فصيحة عاقلة لبيبة ، وقد عزمت هي ومَنْ معها على القيام للأخذ
بثأر الحسين. فأتاه كتاب يزيد بأن يُفرّق بينها وبين الناس [١].
[١] جعفر النقدي : زينب
الكبرى (ط النجف) ص ١٢٠ ـ ١٢٢ نقلاً عن النسابة العبيدلي في (أخبار الزينبات) والدكتورة
بنت الشاطيء في كتابها بطلة كربلاء.
اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 204