responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 103

نعم ، كانت ثمّة احتجاجات تنبعث من هنا تارة ومن هناك أخرى ، تدلّ على أنّ المجتمع يتململ تحت وطأة الاضطهاد والظلم ، كتلك التي عبّر عنها موقف حجر بن عدي ، وعمرو بن الحمق الخزاعي وأضرابهما [١] ، ولكنّها لم تأخذ مداها ، ولم تُعبّر عن نفسها في حركة فعلية عامّة بل كانت سرعان ما تهمد وتموت في مهدها حين كانت السلطة تأخذ طلائع هذه الحركات فيُقتلون دون أن يُحرك المجتمع ساكناً ، وإذا حدث وتحرّك إنسان اشتُري سكوته بالمال [٢].

* * *

ومُنذ بدأ الحكّام المسلمون يناوئون الننزعة الإنسانيّة في الإسلام ، ليحوّلوه إلى مؤسسة تخدم مآرب فئة خاصة ، بدأ علي وأبناؤه عليهم‌السلام وأصحابهم يدافعون عن الإسلام ، ويردّون عنه شرّ مَنْ يريد تحريفه وتزويره.

كان هذا هو عمل علي عليه‌السلام طيلة حياته ، حتّى إذا استشهد خلفه في الصراع ابنه الحسن ، وقضت عليه ظروف المجتمع الإسلامي ؛ الاجتماعيّة والنفسية أن يُهيئ هذا المجتمع للثورة على الحكم الأموي حتّى استشهد.

وبقي الحسين وحيداً.

وقد عاصر الحركة التي بدأها أعداء الإسلام ، الدخلاء فيه ، والمستورون والحاقدون ، وطلاّب المنافع العاجلة في حربهم ضدّ الإسلام وضدّ مبادئه الإنسانيّة. عاصر هذه الحركة منذ نشوئها ؛ عاصرها حيناً مع أبيه وأخيه عليهما‌السلام ، والصفوة من الأصحاب ، وعاصرها حيناً آخر مع أخيه ، وبقية السيف الاُموي من الأصحاب ، وها هو ذا الآن يقف وحيداً في ساحة الصراع ، إنّه يقف وحيداً ضدّ معاوية وجهاز حكمه


[١] ابن الأثير : الكامل ٣ / ٢٣٣ ـ ٢٤٣ وغيره.

[٢] كما حدث من مالك بن هبيرة السكوني الذي بدا وكأنّه سيثور بسبب قتل حجر وأصحابه ؛ فقد أرسل إليه معاوية مئة ألف درهم «فأخذها وطابت نفسه» الكامل ٣ ـ ٢٤٢.

اسم الکتاب : ثورة الحسين ظروفها الإجتماعيّة وآثارها الإنسانيّة المؤلف : شمس الدين، الشيخ محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست