وهكذا قضت أمّ المؤمنين خديجة عليهاالسلام نحبها بعد جهاد مرير في خدمة الدين
الحنيف ، وتركت من المآثر الخالدة ما تنوء به الجبال ، فهي المرأة التي آثرها
اللّه عزّوجلّ بالدور العظيم في بناء الإسلام رمزا للوفاء والمحبّة والايثار
لزوجها الحبيب محمّد صلىاللهعليهوآله
، وهي أوّل امرأة صدقت به صلىاللهعليهوآله
وآمنت به ، وبذلت مالها ونفسها ، وهان كل شيء عندها في سبيله ، مُطْلقةً كلمتها
الأخيرة وهي على فراش الموت قائلة له وظلال الموت ترفرف عليها : ( يا رسول اللّه
... إني قاصرة في حقّك فاعفني ، ولم أكن قد أدّيت حقّك ، إن كان لي شيء أطلبه منك
فهو رضاك ) [٣].
فسلامٌ عليك يا أُمّ المؤمنين يوم ولدت
ويوم تبعثين ، وقد أسكنك اللّه في الجنة في بيت من قصب لا نصب فيه ولا صخب ، وعند
زوجك محمّد صلىاللهعليهوآله
[١] سفينة البحار / عباس
القمي ١ : ٢٢١ / باب حُجُنْ.
(٢) منتهى الآمال / عباس القمي ١ : ١١٩.
[٣] بين يديّ الرسول
الأعظم صلىاللهعليهوآله / د. السيد
محمّد بحر العلوم ٢ : ٢٨.
اسم الکتاب : أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ المؤلف : عبد العزيز كاظم البهادلي الجزء : 1 صفحة : 68