اسم الکتاب : أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ المؤلف : عبد العزيز كاظم البهادلي الجزء : 1 صفحة : 66
حياتهما ، وفرع
النبوة الشامخ وظلّه المستطيل ، ومستودع نور النبوة المتقلّب في أصلاب الساجدين ، فحقّ
لهذا البيت النبوي أن يزهو بمناغاة فاطمة ، ويمتلئ سرورا بابتساماتها المشرقة
الوليدة ، لقد ولدت فاطمة ودرجت في بيت النبوة ، وترعرعت في ظلال الوحي ، ورضعت من
لبن اُمّها خديجة حبّ الإيمان ومكارم الأخلاق وحنان خاتم الأنبياء والرسل [١] ، وقد وردت عدة روايات تشير إلى عظمة
البتول وهي جنين في بطن اُمّها خديجة عليهاالسلام[٢].
وفاتها عليهاالسلام
لمّا رأت قريش أن الإسلام بدأ يتّسع
ويزيد ، وأن أموال السيدة خديجة أصبحت كلّها في يدي رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ومساعده عمّه أبي طالب عليهالسلام ووزيره ابن عمّه وتلميذه علي عليهالسلام ، اجتمعت على مقاطعة ومنابذة بني هاشم
رضوان اللّه عليهم والتضييق عليهم بمنعهم حضور الأسواق فلا يبايعونهم ولا يشارونهم
، ولا يقبلوا لهم صلحا ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلّموا محمّدا صلىاللهعليهوآله للقتل أو ترك الدعوة إلى اللّه عزّوجلّ.
فحوصر بنو هاشم وبنو عبد المطلب في شعب
أبي طالب ، وبقي المسلمون ثلاث سنوات متتالية حتى جهد المؤمنون ومن معهم جوعا
وعريا ، ونتيجة لذلك الحصار فقد مرضت السيدة خديجة الكبرى مرضا شديدا ، ودخل عليها
رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وهي تجود
بنفسها ووقف ينظر إليها والألم يعتصر قلبه الشريف ثمّ قال : « بالكُره منّي ما أرى
».
[١] الصديقة فاطمة
الزهراء عليهاالسلام / مؤسسة
البلاغ : ٢٠.