اسم الکتاب : أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ المؤلف : عبد العزيز كاظم البهادلي الجزء : 1 صفحة : 50
فضلها وكرامتها
كانت خديجة صدّيقة هذه الاُمة ، وأوّلها
إيمانا باللّه ، وتصديقا بكتابه ، ومواساة لرسوله صلىاللهعليهوآله
، انفردت برسول اللّه صلىاللهعليهوآله
مدّة خمس وعشرين سنة لم تشاركها فيه امرأة ثانية ، ولو بقيت ما شاركتها فيه اُخرى
، وكانت شريكته في محنته طيلة أيامها معه ، تقوّيه بمالها ، وتدافع عنه بكل ما
لديها من قول وفعل ، وتعزّيه بما يفاجئه به الكفار في سبيل اللّه ، وكانت هي وعلي عليهالسلام معه في غار حراء حين نزل عليه الوحي
أوّل مرّة [١].
ومن العوامل الأساسية التي ثبتت دعائم
الإسلام هي أموال السيدة خديجة ، فمنذ اليوم الأوّل لزواجها المبارك من النبي صلىاللهعليهوآله وقفت السيدة خديجة بجنب زوجها العظيم صلىاللهعليهوآله موقف المدافع والمحامي ، ووضعت كل
أموالها في تصرّفه لنصرة الرسالة المحمدية ، كما كانت توفّر له الملجأ والمأوى
والقلب الحنون ، ولذلك أوعزت إلى ابن عمّها حين زواجها من النبي صلىاللهعليهوآله بأن يعلن أمام الملأ : إنّ جميع ما تحت
يدي خديجة من مال وعبيد ، قد وهبته لمحمّد صلىاللهعليهوآله
يتصرّف به كيف يشاء. ولذا وقف ورقة بن نوفل بين زمزم والمقام ونادى بأعلى صوته قائلاً
: يا معشر العرب ، إنّ خديجة وهبت لمحمّد صلىاللهعليهوآله
نفسها ومالها وعبيدها وجميع ما تملكه بيمينها إجلالاً له وإعظاما لمقامه ورغبة
فيه.
ومنها
: رأت السيدة خديجة ميله إلى غلامها (زيد
بن حارثة) قبل بعثته المباركة فوهبته له ، فكانت هي السبب فيما امتاز به زيد في
السبق إلى الإسلام.
[٤] عقيلة الوحي / السيد
عبد الحسين شرف الدين : ٢٠.
اسم الکتاب : أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ المؤلف : عبد العزيز كاظم البهادلي الجزء : 1 صفحة : 50