اسم الکتاب : أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ المؤلف : عبد العزيز كاظم البهادلي الجزء : 1 صفحة : 130
الأقدار الإلهيّة أن
تأتي بها من تلك الديار النائية مصفّاة كسبيكة الذهب ، وأن تنعم في ظلال الإمام
الوارف. فكانت مأوىً ومهبطا لذريّتِه الطاهرة.
ومضت الأيّام والشهور ، وعمّت البشرى
بيت الإمام بولادة ابنهِ الكاظم عليهماالسلام
، وذلك في منطقة الأبواء الواقعة بين مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة ، والتي
توفّيت فيها جدّتهم الكبرى سيّدة الاُمهات آمنة عليهاالسلام
، وكانت ولادة مولود السيّدة حميدة المصفّاة يوم الأحد المصادف لليوم السابع من
شهر صفر المظفر سنة مائة وثمان وعشرين لهجرة الرسول المباركة.
وحينما بُشّر الإمام الصادق بمولوده
السعيد حيث كان يتناول طعام الغداء مع جماعة من أصحابه ، تركهم وخفّ لاستقبال
مولوده السعيد بفيض من الغبطة والسرور وهالة من الحبّ والحنان الأبوي الكريم.
ولم يقم بعدها طويلاً في منطقة الأبواء
، بل عاد إلى المدينة المنوّرة ، وعلى عادة أجداده الطاهرين عليهمالسلام في استقبال ولادات أبنائهم ، فقد
أوْلَم الإمام ، ودعا الناس ، واحتفى بمولوده الكريم ، وأطعم ضيوفَه الكرام ثلاثة
أيام. وقد توافد عليه الناس يهنّئونه بالمولود العظيم ، وهو لا يكتم مشاعر الفرح
والاحتفاء بهذا المولود المبارك ويصرّح : « وددت أن ليس لي ولد غيره ، لئلاّ يشركه
في حبّي أحد » [١].
وقد حدّث أبو بصير بهذا الحدث السعيد
قائلاً : كنت مع الإمام أبي عبد اللّه في السنة التي ولد فيها ابنه الكاظم ـ موسى عليهماالسلام ـ فلما نزلنا الأبواء وضع لنا أبو عبد
اللّه الغداء ولأصحابه ، وأكثره وأطابه ، فبينما نتغدى إذ أتاه رسول السيدة
[١] حياة الإمام
الكاظم عليهالسلام / باقر شريف
القرشي ١ : ٤٦.
اسم الکتاب : أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ المؤلف : عبد العزيز كاظم البهادلي الجزء : 1 صفحة : 130