ثمّ إنّ الحسين (عليه السّلام) سار حتّى
انتهى إلى ماء من مياه العرب وعليه عبد الله بن مطيع العدوي ، فاستقبل الحسين وناشده
عن عدم الذهاب إلى الكوفة ، قائلاً له : «يابن رسول الله ، أذكرك الله في حرمة
الإسلام أن تنتهك ، أنشدك الله في حرمة قريش وذمّة العرب ، والله لئن طلبت ما في
يدي بني اُميّة ليقتلوك ، ولئن قتلوك لا يهابون بعدك أحداً أبداً ، والله إنّها
لحرمة الإسلام وحرمة قريش ، فالله الله لا تفعل ، ولا تأتِ الكوفة ، وتعرض نفسك
لبني اُميّة» ، فأبى الحسين ، ثمّ ودّعه وانصرف.
٣٤ ـ عبيد الله ومنع التجول
:
ثمّ لقي أعراباً فسألهم (عليه السّلام) فقالوا
: والله لا نعلم غير أننا لا نستطيع أن نلج ولا نخرج لأنّ عبيد الله أمر أن لا
يخرج ولا يلج أحد من واقصة إلى طريق الشام ، إلى البصرة.
٣٥ ـ الحسين (عليه السّلام) وزهير
بن القين :
وسار حتّى أقبل إلى ما فوق منطقة زرود
فصادف زهير بن القين ومعه جماعة من فزارة وبجيلة ، وكان من أبغض الأشياء إليه
مقابلة الحسين لأنّه عثماني العقيدة ، فبعث الحسين (عليه السّلام) خلفه وكان
يتغذّى مع جماعته ، فأسقط ما في أيديهم كأنّ على رؤوسهم الطير. فقالت له زوجته : سبحان
الله! ابن رسول الله يدعوك فلا تجيبه؟! فأتاه زهير على كره ، ثمّ رجع إلى أصحابه
مستبشراً ، وأمر