ثمّ تطوّر الموقف عندما اعتقل عبيدُ
الله هاني بن عروة ، وطلب منه أن يسلّمه مسلم بن عقيل فأبى هاني ، فضربه عبيد الله
بالسياط على وجهه فسال الدم على لحيته ، فتناول سيفاً بيد أحد أعوان عبيد الله
فأراد أن ينتزعه فلم يستطع ، فعندها أمر عبيد الله به أن يغلّ ، ويحبس في غرفة ، ويوضع
عليها الحرس. وإذا بجمع مذحج على باب القصر لأنّهم سمعوا أنّ عبيد الله يروم قتله
فجاؤوا لاستنقاذه. فأمر عبيد الله شريح القاضي بأن يخرج للناس ويعلمهم بأنّ صاحبهم
حيّ ، فخرج شريح إليهم وقال لهم : إنّي قد رأيت صاحبكم حيّاً ، وإنّ الذي بلغكم من
قتله كان باطلاً. فقالوا : إذاً لم يُقتل فالحمد لله. ثمّ تفرّقوا.