ويتزعّم هذا الكادر
الحزبي الاُموي رجل اسمه عبد الله بن مسلم بن سعيد الحضرمي.
١٣ ـ خطبة النعمان والي يزيد
على الكوفة :
بلغ ذلك النعمان بن بشير والي يزيد على
الكوفة ، فجاء إلى المسجد وصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أمّا
بعد ، فاتّقوا الله عباد الله ، ولا تُسارعوا إلى الفتنة والفرقة ؛ فإنّ فيهما
يهلك رجال ، وتُسفك الدماء ، وتُغصب الأموال. إنّي لم اُقاتل مَنْ لم يُقاتلني ، ولا
أثب على مَنْ لا يثب عليّ ، ولا اُشاتمكم ، ولا أتحرّش بكم ، ولا آخذ بالقرف ولا
الظنّة ولا التهمة ، ولكنّكم إن أبديتم صفحتكم لي ، ونكثتم بيعتكم ، وخالفتم
إمامكم ، فوالله الذي لا إله غيره ، لأضربنّكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولو لم
يكن لي منكم ناصر ؛ أما إنّي أرجو أن يكون مَنْ يعرف الحقّ منكم أكثر ممّن يرديه
الباطل [١].