إليكم وشيكاً إن شاء
الله ، فلعمري ما الإمام إلاّ الحاكم بالكتاب ، القائم بالقسط ، الدائن بدين الحقّ
، الحابس نفسه على ذلك لله ، والسّلام» [١].
وقيل : ثمّ نادى مسلم بن عقيل (رضوان الله عليه) وأمره بالتقوى ، وكتمان أمره
واللطف ، فإن رأى الناس مجتمعين مستوسقين عجّل إليه.[٢]
١٠ ـ كتاب مسلم إلى الحسين
(عليه السّلام) :
ولمّا وصل مسلم (عليه السّلام) الكوفة
نزل دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وأقبل الناس يختلفون إليه بالبيعة للحسين
(عليه السّلام) جماعة جماعة ، وهو يقرأ عليهم كتاب الحسين فيبكون ، ثمّ قام عابس
بن أبي شبيب الشاكري (رضوان الله عليه) فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أمّا بعد
، فإنّي لا أخبرك عن الناس ، ولا أعلم ما في أنفسهم وما أغرّك منهم. والله اُحدّثك
عمّا أنا موطّن نفسي عليه ، والله لأجيبنّكم إذا دعوتم ، ولأقاتلنّ معكم عدوّكم ،
ولأضربنّ بسيفي دونكم حتّى ألقى الله ، لا اُريد بذلك إلاّ ما عند
[١] مقتل الحسين ـ
محسن الأمين ص ٣٣ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٢٦٢.