تاريخ الكامل لابن
الأثير ، حين نزلت هذه الآية : (وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ)[١].
فجمع النبي عشيرته على وليمة ، وخطب
خطبته المشهورة : «إنّ الرائد لا يكذب أهله ، والله الذي لا إله إلاّ هو إنّي رسول
الله إليكم خاصّة ، وإلى الناس عامّة ، إلى أن قال : يا بني عبد المطلب ، إنّي والله
ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به ، قد جئتكم بخير الدنيا
والآخرة ، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر
على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟» [٢].
فأحجم القوم عن الجواب إلاّ علي بن أبي
طالب (عليه السّلام) ، فقام وقال : «أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه». فأخذ (صلّى
الله عليه وآله) برقبة الإمام علي وقال : «هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا
له وأطيعوا» [٣].
ولأهميتها أيضاً أمر الله العباد بإطاعة
مَنْ تسلّم قيادتها إذا كان كامل الأهلية ، حيث قال تعالى : (أَطِيعُوا
اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ)[٤].