وبهذه الوريقات عشنا مع هذه الوثائق التي
صورت لنا عظمة ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) وأهميتها التاريخية والعقائدية ،
والتي كانت العامل الرئيس الذي لعب دوراً هاماً في كشف أباطيل الحكام المنحرفين ، وانتزاع
السلطة التشريعية من أيديهم بعد أن كان الخليفة يحكم ويشرّع كما يحبّ ويشاء حسب
هواه ، فيحرّم ما أحلّه الله ورسوله ، ويحلّل ما حرّمه الله ورسوله. إلاّ إنّ
الحسين (عليه السّلام) بثورته المباركة استطاع أن ينتزع تلك السلطة من يد الخليفة
الحاكم المنحرف آنذاك ، وأفهم الرأي العامّ بأنّ الخليفة ليس له حقّ في تشريع أيّ
حكم ، وإنّما التشريع منحصر في الكتاب والسنّة النبوية وما يؤدّي إليهما.
وكفاها انتصاراً أن وضعت حدّاً للتلاعب
بأحكام الشريعة من قبل المستهترين والمنحرفين. وهكذا انتصرت ثورة الحسين (عليه
السّلام) إرادياً وتشريعياً.