العباس ابن أمير المؤمنين (عليه السّلام)
، واُمّه فاطمة بنت حزام الكلابية ، وتُكنّى باُمّ البنين. ولد (عليه السّلام) في
سنة ست وعشرين هجرية ، وقُتل في معركة كربلاء سنة ٦١ هـ ، ويُكنّى بأبي الفضل ،
ويلقّب بقمر بني هاشم ، ولقّب أيضاً بعد مقتله بساقي العطاشى. وكان شجاعاً ،
فارساً ، وسيماً ، جسيماً ، يركب الفرس المطّهم ورجلاه تخطّان في الأرض. وقال عنه
الإمام الصادق (عليه السّلام) : «كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة ، صلب
الإيمان ، جاهد مع أبي عبد الله (عليه السّلام) وأبلى بلاءً حسناً ، ومضى شهيداً» [١]. وحمل لواء أخيه الحسين (عليه السّلام)
في المعركة. ولمّا قُتل جميع الذين كانوا مع الحسين (عليه السّلام) في المعركة من
فرسان أهل بيته وأنصاره ، ولم يبق له ولي ولا نصير ، وانقطع عنه المدد ، ونال
الظمأ من النساء والأطفال بعد أن منعوهم من الماء ثلاثة أيام. ولمّا سمع العباس (عليه
السّلام) عويل النساء وصراخ الأطفال من شدّة العطش ، لم يطق صبراً ، ولم تسمح له
نفسه بما يرى ، فلم يتمالك إلاّ أن جاء إلى أخيه الحسين (عليه السّلام)
[١] إبصار العين في
أنصار الحسين ـ محمد السماوي ص ٣٠.