ولمّا نظر الحسين (عليه السّلام) إلى
كثرة أعدائه وقلّة أصحابه ، وكثرة مَنْ قُتل منهم ، قبض على شيبته المباركة قائلاً
: «اشتدّ غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولداً ، واشتدّ غضبه على النصارى إذ
جعلوه ثالث ثلاثة ، واشتدّ غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه ، واشتدّ
غضبه على قوم اتّفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيّهم. أما والله لا أجيبهم إلى شيء
ممّا يريدون حتّى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي». ثمّ صاح : «أما من مغيث يغيثنا ، أما
من ذابّ يذبّ عن حرم رسول الله». فبكت النسوة وكثر صراخهنّ.
١٠٥ ـ هداية :
سمع نفر من جيش العدو كلامه فهزّت
كلماته مشاعرهم ، وأيقظت ضمائرهم ، فاندفعوا نحو الحسين (عليه السّلام) ينصرونه
ويدافعون عنه ، كسعد بن الحارث وأخيه الأنصاريين حتّى قتلا.