كنتم لم تنصروهم
فاُعيذكم بالله أن تقتلوهم ، فخلّوا بين هذا الرجل وبين يزيد ؛ فلعمري إنّه ليرضى
بطاعتكم من دون قتل الحسين [١].
شمر يرميه بسهم
ثمّ إنّ شمر بن ذي الجوشن رماه بسهم ، وقال
له : اسكت أسكت الله نأمتك ، أبرمتنا بكثرة كلامك.
فقال زهير : يابن البوّال على عقبيه! ما
إيّاك اُخاطب ، إنّما أنت بهيمة ، والله ما أظنّك تحكم من كتاب الله آيتين ، فابشر
بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.
فقال شمر : إنّ الله قاتلُك وصاحبُك عن
ساعة.
فقال زهير : أفبالموت تخوفني؟! فوالله
لَلموت معه أحبّ إليّ من الخلد معكم.
ثمّ أقبل على القوم رافعاً صوته وقال : عباد
الله ، لا يغرّنّكم عن دينكم هذا الجلف الجافي وأشباهه ، فوالله لا تنال شفاعة محمّد
(صلّى الله عليه وآله) قوماً هرقوا دماء ذريته وأهل بيته ، وقتلوا مَنْ نصرهم وذبّ
عن
[١] تاريخ الطبري ج
٤ ص ٣٢٤ ، الكامل في التاريخ ـ ابن الأثير ج ٣ ص ٢٨٨.