ثمّ إنّ الحسين (عليه السّلام) واصل
خطبته قائلاً : «فإن كنتم في شكّ من هذا القول ، أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم؟
فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبيّ غيري فيكم ولا في غيركم ، أنا ابن بنت
نبيّكم خاصة.
أخبروني ، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟
أو مال لكم استهلكته؟ أو بقصاص جراحة؟». فأخذوا لا يكلمونه [١].
فنادى (عليه السّلام) : «يا شبث بن ربعي
، ويا حجّار بن أبجر ، ويا قيس بن الأشعث ، ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إليّ
أن اقدم قد أينعت الثمار ، وطمّت الجمام ، واخضرّ الجناب ، وإنّما تقدم على جند لك
مجندة؟».
فقالوا : لم نفعل.
قال (عليه السّلام) : «سبحان الله! بلى
والله لقد فعلتم». ثمّ قال : «أيّها الناس ، إذا كرهتموني فدعوني انصرف عنكم إلى
مأمن من الأرض». فقال قيس بن الأشعث : أوَ لا تنزل على حكم بني عمّك ؛ فإنّهم لن
يروك
[١] الكامل لابن
الاثير ص ٢٨٧ ج ٣ والطبري ص ٣٣٠ج ٤.