فتأثر بهذا الجو الواقعي نفر من الجيش
الاُموي من ذوي الضمائر الحيّة التي كانت عليها غشاوة ضلال ، فانجلت بهذا الجو
المشحون إيماناً وتقىً وهدى.
وبينما الحسين (عليه السّلام) وأصحابه
وهم على هذا الحال ، وإذا بسرية من الجيش الاُموي عليها عزرة بن قيس الأحمسي تراقب
عن كثب حركات الحسين (عليه السّلام) وأصحابه ، فتلا الحسين (عليه السّلام) هذه
الآية الشريفة : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما
نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً
وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ * ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما
أَنْتُمْ عَلَيْهِ حتّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)[١].
٨٦ ـ محاورة بين برير وأبي
حرب السبيعي :
وكان في الجيش الاُموي عبد الله بن شهر
المكنّى بأبي حرب السبيعي ، فسمع تلاوة الحسين (عليه السّلام) فقال : نحن وربّ
الكعبة الطيّبون ، ميّزنا منكم. فأجابه برير بن خضير وقد عرفه :
يا فاسق! أنت يجعلك في الطيّبين؟ فقال
أبو حرب : مَنْ أنت؟