وعندما أيقن (عليه السّلام) أنّ هؤلاء
القوم الذين احتوشوه مصرّون على قتاله ، وأنّه لا بدّ من أن يدافع عن دينه وأهله
بكلّ ما يملك ، أجرى عملية اختبار وامتحان على أصحابه وأهل بيته من أبناء إخوته
وعمومته ليطمئن قلبه أنّهم يصمدون عند الوثبة واصطكاك الأسنّة ، وأنّهم لن يخذلوه
ولن يتركوه وحده. فألقى خطاباً فيهم بعد أن جمعهم في مساء يوم التاسع قائلاً : «اُثني
على الله تبارك وتعالى أحسن الثناء ، وأحمده على السرّاء والضرّاء.
اللّهمّ إنّي أحمدك على أن أكرمتنا
بالنبوّة ، وعلّمتنا القرآن ، وفقّهتنا في الدين ، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً
وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين.
أمّا بعد ، فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى
ولا خيراً من أصحابي ، ولا أهل بيت أبرّ وأوصل من أهل بيتي ، فجزاكم الله عنّي
جميعاً خيراً. ألا وإنّي أظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً. ألا وإنّي قد أذنت لكم
، فانطلقوا جميعاً في حلّ ليس عليكم منّي ذمام ، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً
، ثمّ ليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي ، ثمّ تفرّقوا في