أتأذن لي أن أخطب بالقوم؟
فأذن (عليه السّلام) له ، فخرج برير (رضوان الله عليه)
ونادى بالجيش الاُموي قائلاً : «يا معشر
الناس ، إنّ الله عزّ وجلّ بعث محمّداً (صلّى الله عليه وآله) بالحق بشيراً
ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير
السواد وكلابه ، وقد حيل بينه وبين ابنه».
فأجابوه : يا برير ، قد أكثرت الكلام
فاكفف ، والله ليعطش الحسين كما عطش مَنْ كان قبله [١].
٧١ ـ الحسين (عليه السّلام) يناشد
الجيش الاُموي في كربلاء :
ولمّا سمع الحسين (عليه السّلام) جواب
القوم إلى برير ، ورأى عنادهم وإصرارهم على الغي والضلال ، أراد أن يثير عاطفتهم
الدينية علّهم يرجعون إلى صوابهم ورشدهم ، فقال لبرير : «اقعد». وقام متكئاً على
سيفه ، وخاطبهم مناشداً إيّاهم بأسلوب عاطفي مثير ، قائلاً :