وكان يستحثّه لستة أيام مضين من المحرّم
سنة ٦١ هجرية.
٦٤ ـ حبيب بن مظاهر الأسدي :
ثمّ إنّ حبيب بن مظاهر الأسدي لمّا رأى
كثرة الأعداء وقد أحاطوا بالحسين (عليه السّلام) من كلّ جانب ، جاء إلى الحسين (عليه
السّلام) قائلاً : يابن رسول الله ، ها هنا حي من بني أسد بالقرب منّا ، فأذن لي
بالمسير إليهم لأدعوهم إلى نصرتك ، فعسى الله أن يدفع عنك. فأذن له الحسين (عليه
السّلام) ، فخرج إليهم حبيب في جوف الليل ، وعرّفهم بنفسه ، وقال : «إنّي قد
أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم ؛ أتيتكم أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيّكم ، فإنّه
في عصابة من المؤمنين ، الرجل منهم خير من ألف رجل ، لن يخذلوه ولن يسلموه أبداً. وهذا
عمر بن سعد قد أحاط به ، وأنتم قومي وعشيرتي ، وقد أتيتكم بهذه النصيحة ، فأطيعوني
اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة ؛ فإنّي أقسم بالله ، لا يُقتل أحد
منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابراً محتسباً إلاّ كان رفيقاً لمحمّد
(صلّى الله عليه وآله) في عليّين» [١].