وهي أوّل خطبة للحسين (عليه السّلام) في
مدينة كربلاء بعد وصوله إليها.
فإنّه (عليه السّلام) أقبل على أصحابه
ليرى رأيهم ، وما هي عليه ضمائرهم ، فقال (عليه السّلام) :
«الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على
ألسنتهم ، يحوطونه ما درّت معائشهم ، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون» [١].
ثمّ حمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على
النبي وآله ، وقال : «أمّا بعد ، فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون ، ألا وإن
الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت ، وأدبر معروفها ، ولم يبقَ منها إلاّ صبابة [٢] كصبابة الإناء ، وخسيس [٣] عيش كالمرعى الوبيل [٤].
ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به ، وإلى
الباطل لا يُتناهى عنه؟ ليرغب المؤمن في لقاء الله محقّاً ؛ فإنّي