فلا تنزله إلاّ
بالعراء ، في غير حصن وعلى غير ماء. وقد أمرت رسولي أن يلزمك ولا يفارقك حتّى
يأتيني بإنفاذك أمري ، والسّلام» [١].
فعندها قال الحرّ للحسين (عليه السّلام)
وأصحابه : هذا كتاب عبيد الله يأمرني فيه أن اُجعجع بكم في المكان الذي يصل كتابه
إليّ ، وهذا رسوله لا يفارقني حتّى أنفذ أمره. فقال المهاصر أبو الشعثاء الكندي ـ
أحد أصحاب الحسين (عليه السّلام) ـ إلى رسول عبيد الله بن زياد : أمالك بن النسير
البدي؟ قال : نعم. فقال أبو الشعثاء : ماذا جئت فيه؟
قال رسول عبيد الله : وما جئت فيه! أطعت
إمامي ، ووفيت ببيعتي. فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربّك ، وأطعت إمامك في هلاك
نفسك ، كسبت العار والنار. قال الله عزّ وجلّ : (وَجَعَلْناهُمْ
أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ) فهو إمامك [٢].
[١] تاريخ الطبري ج
٤ ص ٣٠٨ ، الكامل في التاريخ ج ٣ ص ٢٨٢.