القوم قولاً لا نقدر معه على الانصراف ، فإن يدفع الله عنّا فقديماً ما أنعم علينا وكفى ، وإن يكن ما لا بدّ منه ففوز وشهادة إن شاء الله» [١].
الطرماح يحدو بالركب الحسيني :
ثمّ قال الحسين (عليه السّلام) لأصحابه : «هل فيكم مَنْ يعرف الطريق على غير الجادة؟».
فأجابه الطرماح بن عدي : أنا يابن رسول الله. فقال الحسين : «سر بين أيدينا». فسار الطرماح أمامه وهو يرتجز :
يا ناقتي لا تذعري من زجرِ
وامضِ بنا قبلَ طلوع الفجرِ
بخيرِ فتيانٍ وخيرِ سفرِ
آلِ رسولِ اللهِ آلِ الفخرِ
إلى أن يقول :
أيّد حسيناً سيدي بالنصرِ
على الطغاةِ من بقايا الكفرِ[٢]
على اللعينينِ سليلي صخرِ
يزيدَ لا زال حليف الخمرِ
وابنِ زياد العهر وابن العهرِ
[١] مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٨٥.
[٢] مقتل الحسين ـ محسن الأمين ص ٨٦.