ثمّ سار الحسين (عليه السّلام) والحرّ
يسايره أيضاً ، وهو يشدّد ويضيّق الخناق عليه في سيره ، ثمّ قال للحسين : إنّي
أذكرك الله في نفسك ؛ فإنّي أشهد لئن قاتلت لتُقتلن ، ولئن قوتلت لتهلكن فيما أرى.
فقال له الحسين (عليه السّلام) : «أفبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن
تقتلوني؟! ما أدري ما أقول لك ، ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه عندما أراد
نصرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فقال : تذهب فإنّك مقتول. فقال :
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى
إذا ما نوى حقّاًً وجاهدَ مسلما
وآسى رجالَ الصالحينَ بنفسه
وفارقَ مثبوراًً وودّعَ مجرما
اُقدّم نفسي لا اُريدُ بقاءها
لتلقى خميساً في الوغى وعرمرما
[١] الكامل في
التاريخ ج ٣ ص ٢٨٠ ، تاريخ الطبري ج ٤ ص ٣٠٤.