responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 76

اختلاق الفضائل في الخلفاء الأوائل وفي بني اُميّة :

قال ابن أبي الحديد : قد روى ابن عرفة المعروف بـ (نفطويه) [١] ، وهو من أكابر المحدّثين وأعلامهم في تاريخه ، قال : إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني اُميّة [٢].

قال المدائني :

كتب معاوية إلى عمّاله : انظروا من قبلكم من شيعة عثمان الذين يروون فضائله ومناقبه ، فادنوا مجالسهم ، وقرّبوهم وأكرموهم ، واكتبوا إليّ بما يروي كلّ رجل منهم ، واسمه واسم أبيه وعشيرته.

ففعلوا ذلك حتّى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ؛ لِما كان يبعث إليهم معاوية من الصلات والكُسا ، والحباء والقطائع ، ويفضيه في العرب منهم والموالي ، فكثر ذلك في كلّ مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجيء أحد مردود من الناس عاملاً من عمّال


وأن لا يمنع أحد زيارة الحيرة لقبر الحسين (رضي الله تعالى عنه) ، ولا قبر غيره من آل أبي طالب ، وأمر بردِّ فدك إلى ولد الحسن والحسين ، وأطلق أوقاف آل أبي طالب ، وترك التعرُّض لشيعتهم ودفع الأذى عنهم ، .... وفي ذلك يقول يزيد بن محمّد المهلبي ، وكان من شيعة آل أبي طالب ، وما كان امتحن به الشيعة في ذلك الوقت ، وأغريت بهم العامة :

ولقد بررتَ الطالبيةَ بعدما

ذمّوا زماناً بعدها وزمانا

ورددتَ اُلفةَ هاشمٍ فرأيتهم

بعد العداوةِ بينهم إخوانا

آنستَ ليلهمُ وجدتَ عليهمُ

لرأوك أثقل مَنْ بها ميزانا

لو يعلمُ الأسلافُ كيفَ بررتهمْ

حتّى نسوا الأحقادَ والأضغانا

[١] قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ٥ / ٧٥ : هو الإمام الحافظ النحوي العلاّمة الإخباري إبراهيم بن محمّد بن عرفة بن سليمان العتكي الأزدي الواسطي ، ولد سنة ٢٤٤ وتوفي سنة ٣٢٣ هجـ ، صاحب التصانيف ، وكان ذا سنّة ودين ، من تصانيفه (تاريخ الخلفاء).

[٢] شرح النهج ١١ / ٤٤.

اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست