اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 473
قال إبراهيم بن محمد الرماني (أبو نجيح)
: سمعت حسن بن زياد يقول : سمعت أبا حنيفة وسُئل : مَنْ أفقه مَنْ رأيت؟ فقال : ما
رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمد [١]
؛ لمّا أقدمه المنصور الحيرة بعث إليّ فقال : يا أبا حنيفة ، إنّ الناس قد فتنوا
بجعفر بن محمد ، فهيّئ له من مسائلك تلك الصعاب. فقال : فهيّأت له أربعين مسألة ، ثمّ
بعث إليّ أبو جعفر فأتيته بالحيرة ، فدخلت عليه وجعفر جالس عن يمينه ، فلمّا بصرت بهما
دخلني لجعفر من الهيبة ما لم يدخلني لأبي جعفر ، فسلّمت وأذن لي أبو جعفر فجلست ، ثمّ
التفت إلى جعفر فقال : يا أبا عبد الله ، تعرف هذا؟ قال : «نعم ، هذا أبو حنيفة».
ثمّ أتبعها : «قد أتانا». ثمّ قال : يا أبا حنيفة ، هات من مسائلك ، سل أبا عبد
الله. فابتدأتُ أسأله ، قال : فكان يقول في المسألة أنتم تقولون فيها كذا وكذا ، وأهل
المدينة يقولون كذا ، ونحن نقول كذا ، فربّما تابعنا ، وربّما تابع أهل المدينة ، وربّما
خالفنا جميعاً ، حتّى أتيت على أربعين مسألة ما أخرج منها مسألة ، ثمّ قال أبو
حنيفة : أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟[٢]
تحرّك هؤلاء الأئمّة الثلاثة من ذرّية
الحسين عليهالسلام
في الأجواء التي صنعتها شهادة الحسين وظلامته ، لا باتّجاه تعريف الناس بتكليفهم
إزاء السلطة الاُمويّة الذي تبلور وتعمّق بما فيه الكفاية ، بل باتّجاه أمرين
آخرين كانا بحاجة إلى بلورة وتأسيس وهما :
البكاء على الحسين عليهالسلام
والحزن عليه :
١ ـ البكاء على الحسين عليهالسلام والحزن عليه كحالة
لا تبرد بمرور الزمن ، وسلوك يُثاب عليه فاعله لبكاء النبي صلىاللهعليهوآله ، وبكاء الأنبياء
السابقين عليه ، في قبال البكاء أو الحزن الذي يبرد بمرور الزمن لأنّه سلوك مبني
على الانفعال العاطفي ليس إلاّ. وقد جسّد الأئمّة ذلك بقولهم وسلوكهم.
[١] الكاشف ـ للذهبي
١ / ٢٩٥ ، تذكرة الحفاظ ١ / ١٦٦.
[٢] الكامل في
الضعفاء ـ لابن عدي ٢ / ١٣١ ، تهذيب الكمال ٥ / ٧٤.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 473