responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 372

والذي حصل بعد حركة الحسين عليه‌السلام وشهادته هو اتضاح حقيقة الحاكم الأموي ، وأنّ طاعته ليست من الدين في شيء بل الدين يدعو إلى القيام والثورة بوجهه ، وذلك من خلال أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الصحيحة التي انتشرت ، واقترافه الجريمة البشعة بقتل الحسين عليه‌السلام ، الذي أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عنه وبكاه منذ ولادته. ومن هنا نجد ثورة أهل المدينة ضدّ يزيد ، ثمّ ثورة أهل مكّة ، وقد جاءت الطريقة المروعة التي تعامل بها الاُمويّون مع ثوار المدينة ومكة ، وغزوهم مكّة ، ورمي البيت الحرام بالمنجنيق ، ووقوع الحريق فيه مؤكّدة ؛ لما بدأه الحسين عليه‌السلام مع بني اُميّة أنّهم ليسوا من أهل الدين ، وأنّ الدين يأمر بحربهم والنهوض ضدّهم. واستمرت الثورات بعد ذلك على بني اُميّة بعد يزيد من قبل أهل العراق خاصّة كثورة سليمان بن صرد ، ثمّ ثورة المختار ، ثمّ ثورة زيد بن علي ، ثمّ ثورة عبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب ، ثمّ ثورة العباسيِّين أخيراً الذين استطاعوا القضاء على حكم بني اُميّة بشعار الثار للحسين عليه‌السلام سنة ١٣٢.

انكسار الطوق المفروض على حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل بيته عليهم‌السلام :

لقد كسر الحسين عليه‌السلام بنفسه هذا الطوق في مكّة مدّة أربعة أشهر وأيام حين لم يُعِر أهمية لقرار السلطة بالمنع عن نشر أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل بيته عليهم‌السلام ، حيث أخذ يذكِّر ويُسمِع القادمين من الآفاق للعمرة أو للحجّ ، ثمّ يدفعهم ليسألوا من بقايا أخيار صحابة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الذين بين أظهرهم بما قاله النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في أهل البيت عليهم‌السلام بشكل عام ، أو ما قاله في أبيه علي عليه‌السلام ، أو في أخيه الحسن عليه‌السلام ، أو فيه خاصة ؛ سواء في بيان عظيم منزلتهم عند الله ورسوله ، أو في بيان شهادته عليه‌السلام.

وما يجري عليه من بني اُميّة وأعوانهم الظلمة ، والثواب العظيم لمَنْ يوفّق لنصرته والقتل بين يديه. ثمّ ختمت تلك الأيام العامرة بنشاط الحسين عليه‌السلام وأصحابه فكريّاً وسياسيّاً بالخروج من مكّة اضطراراً حين علم أنّ السلطة قد دسّت إليه مَنْ يقتله في مكّة ، وكره الحسين عليه‌السلام أن تستباح به حرمة الحرم.

اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست