اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 338
ثورة زيد بن علي رحمهالله
قال البلاذري وهو يترجم لزيد بن علي رحمهالله : وقرأت في كتب
سالم كاتب هشام كتاباً نسخته :
أمّا بعد ، فقد عرفت حال أهل الكوفة في
حبِّهم أهل البيت ، ووضعهم إيّاهم في غير مواضعهم ؛ لافتراضهم على أنفسهم طاعتهم ،
ووظَّفوا عليهم شرائع دينهم ، ونحلتهم إيّاهم عظيم ما هو كائن ممَّا استأثر الله
بعلمه دونهم ، حتّى حملوهم على تفريق الجماعة والخروج على الأئمة. وقد قَدِم زيد
بن علي على أمير المؤمنين في خصومة ، فرأى رجلاً جدلاً لسناً ، حوَّلاً قُلَّباً [١] ، خليقاً بصوغ الكلام وتمويهه ، واجترار
الرجال بحلاوة لسانه ، وكثرة مخارجه في حججه ، وما يدلي به عند الخصام من العلو
على الخصم بالقوَّة المؤدّية إلى الفلج رحمهالله
، فعجِّل إشخاصه إلى الحجاز ، ولا تدعه المقام قِبَلك ؛ فإنَّه إن أعاره القوم
أسماعهم فحشاها من لين لفظه ، وحلاوة منطقه مع ما يدلي به من القرابة برسول الله صلىاللهعليهوآله ، وجدهم مُيَّلاً
إليه [٢] ، غير
مُتَّئِدة قلوبهم ، ولا ساكنة أحلامهم ، ولا مصونة عندهم أديانهم ، وبعض التحامل
عليه فيه أذى له ، وإخراجه وتركه مع السلامة للجميع ، والحقن للدماء ، والأمن
للفرقة أحبُّ إليَّ من أمر فيه سفك دمائهم ، وانتشار كلمتهم ، وقطع نسلهم. والجماعة
حبل الله المتين ، ودين الله القويم ، وعروته الوثقى ، فادع إليك أشراف أهل المصر
، وأوعدهم العقوبة
[٢] إلى هنا ينتهي
نصّ الكتاب لدى البلاذري ٣ / ٤٣٤.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 338