اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 330
الشيطان!) أعظم
الناس تيهاً وكبراً ، تأبى بيعة يزيد بن معاوية تشبهاً بحسين ، ثمّ تتابع حوالك
كندة؟ وجعل يضرب بعود في يده رأسه حتّى أدماه ، فقال له محمد : أيّها الرجل ، ملكت
فأسجح. فضرب عنقه.
ثمّ أمر بفيروز فعُذّب ، فكان فيما عذّب
به أن كان يشدّ عليه القصب الفارسي المشقوق ثمّ يجر عليه حتّى يخرق جسده ، ثمّ
ينضح عليه الخلّ والملح ، فلمّا أحسّ بالموت قال لصاحب العذاب : إنّ الناس لا
يشكّون أنّي قد قُتلت ، ولي ودائع أموال عند الناس لا تؤدّى إليكم أبداً ، فأظهروني
للناس ليعلموا أنّي حي فيؤدّوا المال. فأعلم الحجّاج ، فقال : أظهروه. فاُخرج إلى
باب المدينة ، فصاح في الناس : مَنْ عرفني فقد عرفني ، ومَنْ أنكرني فأنا فيروز
حصين ، إنّ لي عند أقوام مالاً ، فمَنْ كان لي عنده شيء فهو له ، وهو منه في حلّ ،
فلا يؤدّينّ منه أحد درهماً ، ليبلغ الشاهد الغائب. فأمر به الحجّاج فقُتل [١].
قال البلاذري : وكان ممّن خرج مع ابن
الأشعث هو عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، فلحق بعمّان وهو
شيخ كبير ، فمات بها.
انتقام الحجّاج من أهل
الكوفة :
وجاء الحجّاج حتّى دخل الكوفة ، وخطب
فيها قائلاً :
يا أهل العراق ، إنّ الشيطان قد
استبطنكم فخالط اللحم منكم والعصب ، والأعضاء والأطراف. ألستم أصحابي بالأهواز حين
رمتم النكر ، وسعيتم بالغدر ، ويوم الزاوية بما كان من فشلكم وتخاذلكم ، ويوم دير
الجماجم؟ فما الذي أذكر منكم يا أهل العراق ، وما الذي أتوقع ، وما الذي أستبقيكم
له؟ إن بُعثتم إلى
[١] تاريخ الطبري.
أقول : وقد روى عن النضر بن شميل ، تاريخ الطبري ٥ / ١٨٢ عن هشام بن حسان أنّه قال
: بلغ ما قتل الحجّاج صبراً مئة وعشرين ، أو مئة وثلاثين ألفاً.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 330