اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 33
التفصيلية التي جاء
بها النبي صلىاللهعليهوآله.
وقد أشار النبي صلىاللهعليهوآله
إلى ذلك بقوله : «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي أبداً ؛ كتاب
الله وعترتي أهل بيتي» ، وقوله صلىاللهعليهوآله
: «أنا مدينة العلم وعلي بابها» ، وقوله صلىاللهعليهوآله
: «يا علي ، أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ إنّه لا نبي بعدي» ، وقوله صلىاللهعليهوآله : «يا علي ، لا
يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلاّ منافق» ، وجعل النبي صلىاللهعليهوآله
ولاية أوّل أهل بيته علي عليهالسلام
هي ولايته إلى آخر الدنيا حين قال : «مَنْ كنت مولاه فعلي مولاه».
وهكذا صار الدين عبارة عن الولاية لله
تعالى وللرسول صلىاللهعليهوآله
ولعلي عليهالسلام
، ثمّ الأئمّة من ولده عليهمالسلام
، وولاية الله عز وجل تعني اتّباع كتابه ، وولاية الرسول صلىاللهعليهوآله تعني اتّباع سنّته
والاقتداء به ، وولاية علي عليهالسلام
والأئمّة من ولده عليهمالسلام
تعني أخذ سنّة النبي صلىاللهعليهوآله
منهم ، والاقتداء بهم ، والاحتكام إليهم في زمانهم.
حاربت قريش المشركة بكلّ قواها دعوة
النبي عليهالسلام
، وعاونها في ذلك يهود المدينة ، واستغلّت قريش حروب النبي صلىاللهعليهوآله التي كانت دفاعاً
عن نفسه وعن أصحابه ؛ لتشويه صورته لدى القبائل العربية على أنّه رجل أساء إلى
البيت الحرام ، وقطع الطرق الآمنة وسفك الدماء ، وأنّها تريد الأمن وخدمة البيت
الحرام وخدمة الحجيج ، ونجحت قريش في تحشيد عشرة آلاف إنسان لحرب النبي صلىاللهعليهوآله في غزوة الأحزاب
المعروفة بغزوة الخندق ، وباءت جهودها بالفشل ، ورجعت تلك الأحلاف والأحزاب منهزمة.
ثمّ رأى النبي صلىاللهعليهوآله بعد فشل قريش في
الأحزاب أنّ استمرار أسلوب الحرب معها ومع حلفائها لا ينفع ، فعدَلَ عنه إلى الصلح
، وفاجأ قريشاً في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة بقدومه صلىاللهعليهوآله ومعه ألف وخمسمئة من
أصحابه ، وقد ساقوا معهم الهدي ليعتمروا ويصالحوا قريشاً ، ولكن قريش أخذتها حمية
الجاهليّة فأصرَّت على رفض دخوله مكة ذلك العام ، وصالحته على الأمان عشر سنين ، وعلى
أن يرجع تلك السنة ويعتمر العام القادم ، وبذلك افتضحت قريش عند القبائل بكونها هي
التي تصدّ عن البيت الحرام وليس النبي صلىاللهعليهوآله.
وانتشر الإسلام في قبائل الجزيرة العربية ، وبلغ عدد المسلمين
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 33