اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 321
هجرية) ، وكان
بضمنهم عبيد الله بن أبي بكرة نفسه ، وكان معظم القتلى من أهل الكوفة.
وبعث الحجّاج بعد أن أخذ موافقة عبد
الملك جيشاً آخر قوامه أربعين ألفاً ؛ عشرين ألف من الكوفة ، ومثلهم من البصرة
بقيادة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ، وقدم ابن الأشعث سجستان (أواخر
عام ٧٩ هجرية) ، ونجح في فتح المدن التابعة لزونبيل ، وآثر ابن الأشعث الاكتفاء
بذلك لسنته تلك ، وكتب إلى الحجّاج بذلك ، غير أنّ الحجاج لم يوافقه ، وبعث إليه
بكتاب يسفِّه رأيه ويأمره بالتوغّل في أرض زونبيل ، وقرر ابن الأشعث عدم تنفيذ أمر
الحجّاج ، واتهمه بالعمل على التغرير به كما غرّر بجيش عبيد الله بن أبي بكرة ، وانبرى
عدد من الخطباء يذمّون الحجّاج ويتّهمونه بالعمل على هلاكهم.
قال أبو مخنف [١] : فحدّثني مطرِّف بن عامر بن واثلة
الكناني أنّ أباه كان أوّل متكلّم يومئذ ، وكان شاعراً خطيباً ، فقال بعد أن حمد
الله وأثنى عليه : أمّا بعد ، فإنّ الحجّاج والله ما يرى بكم إلاّ ما رأى القائل
الأوّل ، إذ قال لأخيه : احمل عبدك على الفرس ؛ فإنّ هلك هلك ، وإن نجى فلك.
إنّ الحجاج والله ما يبالي أن يخاطر بكم
فيقحمكم بلاداً كثيرة اللهوب واللصوب [٢]
، فإن ظفرتم فغنمتم كلّ البلاد وحاز المال ، وكان ذلك زيادة في سلطانه ، وإن ظفر
عدوّكم كنتم أنتم الأعداء البغضاء الذي لا يبالي عنتهم ، ولا يبقي عليهم. اخلعوا
عدوّ الله الحجّاج وبايعوا عبد الرحمن ، فإنّي أُشهدكم أنّي أوّل خالع.
فنادى الناس من كلّ جانب : فعلنا فعلنا
، قد خلعنا عدوّ الله. فوثب الناس إلى عبد الرحمن فبايعوه ، فقال : تبايعوني على
خلع الحجّاج عدوّ الله ، وعلى النصرة لي وجهاده معي حتّى ينفيه الله من أرض العراق.
فبايعه الناس.
ولمّا دخل الناس فارس اجتمع الناس بعضهم
إلى بعض وقالوا : إنّا إذا خلعنا
[٢] اللهوب : الجبال
الوعرة. واللصوب : المسالك الضيقة بين الجبال.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 321