اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 314
العراق تحت إمرة بني مروان
قال عوانة : لمّا صح عند مصعب وصول عبد
الملك يريده ، بعث إلى ابن الأشتر فأقدمه عليه وجعله على مقدّمته ، وكاتب عبد
الملك وجوه أهل الكوفة والبصرة ورغّبهم في الأموال والأعمال ، وكتب عبد الملك إلى
إبراهيم بن الأشتر فجعل له ولاية العراقين ، فأخذ كتابه فدفعه إلى مصعب ، وقال له
: إنّ عبد الملك لم يكتب إليّ إلاّ وقد كتب إلى هؤلاء الوجوه بمثله وقد أفسدهم
عليك ، فأنا أرى أن تأخذ وجوه أهل المصرين فتشدّهم بالحديد. فقال له : يا أبا
النعمان ، أتأخذ الناس بالظنّة؟ قال : فأجمعهم في أبيض المدائن ؛ لئلاّ يشهدوا
الحرب معك. قال : إذاً أفسد قلوب عشائرهم. قال : فابعثهم إلى أخيك بمكة. فقال : ليس
هذا برأي. قال : فإن لقيت العدو فلا تمدّني بواحد منهم ، واتّهمهم [١].
وقال الهيثم بن عدي : كتب عبد الملك إلى
إبراهيم بن الأشتر ـ وهو مع مصعب ـ كتاباً ، فأتى به إلى مصعب قبل أن يقرأه ، فلمّا
قرأه مصعب قال له : يا أبا النعمان ، أتدري ما فيه؟ قال : لا. قال : يعرض عليك ما
سقت دجلة ، أو ما سقى الفرات ، فإن أبيت جمعهما لك ، وإنّ هذا لما يرغب فيه. فقال
إبراهيم : ما كنت لأتقلّد الغدر والخيانة ، وما عبد الملك من أحد بأياس منه منّي ،
وما ترك أحداً ممّن معك إلاّ وقد كتب إليه ... وذكر مثل خبر عوانة ، ولم يقبل مصعب
برأي إبراهيم فيهم ، وقال له : ووالله ، لو لم أجد إلاّ النمل لقاتلت به أهل الشام.
[١] أنساب الأشراف ٧
/ ٩٠ ، طبعة دار الفكر ـ بيروت.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 314