responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 312

قال : مَثَلُنا ومثَلُك ومَثَل أهل الشام ، قول الأعشى :

عُلِّقْتُها عَرَضاً وعُلِّقت رجلاً غيري

وعُلِّقَ اُخرى غيرَها الرَّجُلُ

أحبَّك أهلُ العراق وأحببتَ أهل الشام ، وأحبَّ أهلُ الشام عبدَ الملك ، فما تصنع؟[١]

أقول :

يريد المتكلّم بأهل العراق في حديثه : أهل البصرة ، ورؤوس الجيش الكوفي الذين قاتلوا الحسين ؛ شبث بن ربعي ، وحجّار بن أبجر ، ومحمد بن الأشعث ، ونظراءهم الذين بايعوا لدُحروجة الجُعل والياً لعبد الله بن الزبير بعد موت يزيد.

قال البلاذري : ولمّا جاء عبد الله بن الزبير خبر مقتل أخيه مصعب أضرب عن ذكره أياماً ، ثمّ صعد المنبر فجلس عليه مليّاً لا يتكلّم ، والكآبة بادية في وجهه ، ثمّ قال : ... إنّه أتانا خبر من العراق أحزننا ... إنّ أهل العراق أهل الغدر والنفاق ، أسلموه وباعوه بأقل ثمن وأخَسِّه ... [٢].

أقول :

إنّ أهل الغدر هؤلاء الذين يشير إليهم ابن الزبير هم الذين عُرِفوا بنفاقهم وارتباطهم ببني اُميّة أيام علي عليه‌السلام ، ثمّ تولّوا الأمور بعد وفاة الحسن عليه‌السلام ، ونفّذوا خطّة معاوية وابنه يزيد في تصفية مدرسة علي عليه‌السلام ، كما مرّ بحثه في فصل خطّة معاوية في تصفية التشيّع في الكوفة.

وهل يترقّب عبد الله بن الزبير من الوجوه التي شهدت على حجر بن عدي زوراً لقتله ، أو قتلت الحسين عليه‌السلام وصحبه وأهل بيته أن تكون وفيّة له ولأخيه مصعب ، وهي ترى مصعباً لا يتوّرع عن قتل سبعة آلاف من المسلمين صبراً ، ولا يتوّرع عن قتل زوجة المختار ؛ لأنّها لم تتبرأ من زوجها ، وشهدت بقيامه الليل وصيامه النهار؟


[١] شرح نهج البلاغة ٧ / ٧٥.

[٢] أنساب الأشراف ٧ / ١٠٣.

اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست