اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 272
وشبث بن ربعي قالوا
لعبد الله بن يزيد الخطمي وإبراهيم الأعرج : أنّ سليمان بن صرد يريد قتال أعدائكما
، وأنّ المختار يريد الوثوب بكما والإفساد عليكما ، فأخذاه فحبساه وقيّداه.
والذي تجدر الإشارة إليه هو أنّ هناك
تشويهاً لحق بحركة سليمان بن صرد وزملائه ؛ فالعبارة حين نسبت إليه بعض الروايات
كلمات من قبيل ما نسب إلى المسيَّب بن نجبة قوله : أمّا بعد ، فقد ابتلينا بطول
العمر ... وقد بلا الله أخبارنا فوجدنا كاذبين في أمر ابن ابنة نبيّنا ، وقد بلغتنا
كتبه ، وقد أتتنا رسله ، وسألنا نصره عوداً وبدءاً ، وعلانية وسرّاً ، فبخلنا
بأنفسنا حتّى قُتل إلى جانبنا ، فلا نحن نصرناه بأيدينا ، ولا جادلنا عنه بألسنتنا
، ولا قويناه بأموالنا ، ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا .... وما نسب إلى سليمان
بن صرد بعد أن قلّده الثائرون رئاستهم قوله : إنّي أخاف ألاّ نكون أُخِّرنا إلى
هذا الدهر الذي نكدت فيه المعيشة ، وعظمت فيه الرزية لما هو خير لنا ، إنّا كنّا
نمد أعناقنا إلى آل بنيّنا ونمنّيهم النصر ، ونحثّهم على القدوم ، فلمّا قدموا
علينا ونينا وعجزنا ، وداهنّا وتربصنا حتّى قُتل ... وأنّهم بكوا عند قبر الحسين عليهالسلام ، ونادوا : يا
لثارات الحسين عليهالسلام
، وأظهروا التوبة من خِذلانه.
إنّ هذه الروايات والكلمات وغيرها التي
أكثر منها أبو مخنف في كتابه ، وعنه انتشرت ، ممّا ينبغي التريُّث في قبوله ؛ إذ
أنّ أبا مخنف ألَّف كتابه هذا في زمن تبنى فيه أبو جعفر المنصور حملة إعلامية
كالتي تبنّاها معاوية في زمانه ، استهدفت حملة معاوية تكريس النيل من علي عليهالسلام ، وهذه استهدفت
النيل من شيعة علي في الكوفة خاصّة ، وقد أشرنا إلى ذلك في المقدّمة [١].
[١] أشرنا إلى طرف
من هذا الانقلاب في كتابنا (المدخل إلى دراسة مصادر السيرة والتاريخ) ـ الباب
الثالث ـ الفصل السادس : العوامل المؤثرة في التدوين التاريخي عند المسلمين / ٤٦٩
ـ ٤٨٩.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 272