اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 268
حركة الشيعة في الكوفة (سنة
٥ ٦ ـ ٦٧)
الكوفة بعد موت يزيد :
كان عبيد الله بن زياد حين يذهب إلى
البصرة يستخلف على الكوفة الصحابي عمرو بن حريث ، وكان مدير شرطته فيها ، ومعاونه
في ملاحقة أنصار الحسين عليهالسلام
وسجنهم قبل مجيئه إلى كربلاء. مات يزيد في ربيع الأوّل سنة ٦٤ هجرية ، وكان عبيد
الله بن زياد في البصرة ، وعلى الكوفة خليفته عمرو بن حريث ، ولمّا بايع أهل
البصرة لعبيد الله ريثما يجتمع الناس على خليفة [١] ، كتب إلى ابن حريث يأمره بالدعوة إلى
بيعته ، غير أنّ يزيد بن رويم الشيباني أحد رؤوس الجيش الكوفي قال : لا حاجة لنا
في بني اُميّة ولا في ابن مرجانة ، وهي أمّ عبيد الله ؛ إنّما البيعة لأهل الحِجْر
، يعني أهل الحجاز. فخلع أهل الكوفة ولاية بني اُميّة وإمارة ابن زياد ، وأرادوا
أن ينصّبوا لهم أميراً.
فقال جماعة [٢] : عمر بن سعد بن أبي وقاص يصلح لها.
فلمّا همّوا بتأميره أقبل نساء همدان وغيرهن من نساء كهلان والأنصار ، وربيعة
والنخع حتّى دخلنَ المسجد الجامع ؛ صارخات باكيات مُعوِلات ، يندبن الحسين عليهالسلام ويقلنَ : أما رضي
عمر بن سعد بقتل الحسين عليهالسلام
[١] روى المسعودي في
مروج الذهب ٣ / ٨٤ : أنّ أشراف البصرة ؛ منهم الأحنف بن قيس التميمي ، وقيس بن
الهيثم السلمي ، ومسمع بن مالك العبدي بايعوا عبيد الله ، وتبعهم أهل البصرة.
[٢] هم زملاء يزيد
بن رويم ؛ أمثال شبث بن ربعي ، وحجّار بن أبجر ، ومحمد بن الأشعث ، وكان عمر بن
سعد قائدهم العام.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 268