اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 257
جيش الخلافة يحرق الكعبة :
قال المسعودي : فسار الحصين حتّى أتى
مكّة وأحاط بها ، وعاذ ابن الزبير بالبيت الحرام ، ونصب الحصين في مَنْ معه من أهل
الشام المجانيق والعرّادات على البيت ، ورُمي مع الأحجار بالنار والنفط ، ومشّاقات
الكتّان ، وغير ذلك من المحروقات ، فانهدمت الكعبة واحترقت البنيّة.
ووقعت صاعقة فأحرقت من أصحاب المنجنيق
أحد عشر رجلاً ، فكان ذلك يوم السبت لثلاث خلون من ربيع الأوّل ، وقبل وفاة يزيد
بأحد عشر يوماً ، واشتدّ الأمر على أهل مكّة وابن الزبير [١].
وقال اليعقوبي : رمى حصين بن نمير
بالنيران حتّى أحرق الكعبة ، وكان عبيد الله بن عمير الليثي قاصّ ابن الزبير إذا
تواقف الفريقان قام على الكعبة فنادى بأعلى صوته : يا أهل الشام! هذا حرم الله
الذي كان مأمننا في الجاهلية ، يأمن فيه الطير والصيد ، فاتّقوا الله يا أهل الشام.
فيصيح الشاميّون : الطاعة الطاعة ، الكرّ الكرّ ، الرواح قبل المساء ، فلم يزل على
ذلك حتّى احترقت الكعبة. فقال أصحاب ابن الزبير : نطفئ النار ، فمنعهم وأراد أن
يغضب الناس للكعبة. فقال بعض أهل الشام : إنّ الحرمة والطاعة اجتمعتا فغلبت الطاعة
الحرمة [٢].
وفي تاريخ الخميس ، وتاريخ الخلفاء
للسيوطي : واحترقت من شرارة نيرانهم أستار الكعبة وسقفها ، وقرنا الكبش الذي فدى
الله إسماعيل ، وكان معلّقاً في الكعبة [٣].
وقال الطبري وغيره : أقاموا عليه
يقاتلونه بقيّة المحرّم وصفر كلّه ، حتّى إذا مضت ثلاثة أيام من شهر ربيع الأوّل
يوم السبت (سنة ٦٤ هـ) ، قذفوا البيت بالمجانيق وحرّقوه
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 257