responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 250

فتصايح الناس وجعلوا ينالون من مروان ويقولون : الوزغ ابن الوزغ. وجعل بن حنظلة يهدّئهم ويقول : إنّ الشتم ليس بشيء ، ولكن أصدقوهم اللقاء ، والله ما صدق قوم قطّ إلاّ حازوا النصر بقدرة الله.

ثمّ رفع يديه إلى السماء واستقبل القبلة ، وقال : اللّهمّ إنّا بك واثقون ، بك آمنّا ، وعليك توكلّنا ، وإليك ألجأنا ظهورنا.

ثمّ نزل وصبح القوم المدينة ، فقاتل أهل المدينة قتالاً شديداً (حتى كثرهم أهل الشام) ، ودخلت المدينة من النواحي كلّها ، فلبس عبد الله بن حنظلة يومئذ درعين وجعل يحضّ أصحابه على القتال ، فجعلوا يقاتلون وقتل الناس ، فما ترى إلاّ راية عبد الله بن حنظلة ممسكاً بها مع عصابة من أصحابه وحانت الظهر ، فقال لمولى له : احمِ لي ظهري حتّى اُصلّي. فصلّى الظهر أربعاً متمكّناً ، فلمّا قضى صلاته ، قال له مولاه : والله يا أبا عبد الرحمن ما بقي أحد ، فعلامَ نقيم؟! ولواؤه قائم ما حوله خمسة. فقال : ويحك! إنّما خرجنا على أن نموت ، ثمّ انصرف من الصلاة وبه جراحات كثيرة ، فتقلّد السيف ونزع الدرع ولبس ساعدين من ديباج ، ثمّ حثّ الناس على القتال وأهل المدينة كالأنعام الشُّرُد ، وأهل الشام يقتلونهم في كلّ وجه ، فلمّا هُزم الناس طرح الدرع وما عليه من سلاح وجعل يقاتلهم وهو حاسر حتّى قتلوه. ولمّا قُتل عبد الله بن حنظلة لم يكن للناس مقام فانكشفوا في كلّ وجه ، وكان الذي ولي قتل عبد الله بن حنظلة رجلان شَرَعا فيه جميعاً ، وحزّا رأسه ، وانطلق به أحدهما إلى مسرف وهو يقول : رأس أمير القوم ، فأومأ مسرف بالسجود وهو على دابته. وكانت الحرّة في ذي الحجّة سنة ثلاث وستين [١].

رواية أبي مخنف :

قال هشام [٢] : قال أبو مخنف : ثمّ إنّ خيل مسلم ورجاله أقبلت نحو عبد الله بن


[١] طبقات ابن سعد ٥ / ٦٥.

[٢] تاريخ الطبري ٥ / ٤٩٠ سنة ٦٣.

اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست