اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 236
تريث حتّى تتهيأ
أسباب القيام بعمل نافع في الظرف المناسب ، وفق خطّة الحسين عليهالسلام التي اطّلعوا عليها
مسبقاً حين التقوا الحسين وهو في مكّة.
أمّا
الخاذلون : فهم كلّ المسلمين الذين كانوا في
مكّة ممّن بلغته حركة الحسين عليهالسلام
، ووصلهم نداؤه ولم يجيبوه. نعم ، يوجد منهم مَنْ أجازه الحسين عليهالسلام بالبقاء كابن عباس
وابن الحنفيّة ونظرائهم من حملة الحديث النبوي الصحيح. وممّا لا شك فيه أنّ قسماً
من الخاذلين ؛ سواء من الكوفيين ، أو من غيرهم حين بلغهم نبأ شهادة الحسين عليهالسلام قد ندموا ندماً
شديداً ، ونموذجهم ولسان حالهم عبيد الله بن الحرّ ، وسيأتي الحديث عنه.
أمّا
القاتلون : فهم جيش بني اُميّة من أبناء الكوفة
، هذا الجيش الذي بناه معاوية بشكل خاصّ في فترة حكمه بعد وفاة الحسن عليهالسلام ، وقد مرّ الحديث
عنه وعن تربيته في الباب الأوّل ، ووجوه هؤلاء شبث بن ربعي ، وحجّار بن أبجر ، ومحمد
بن الأشعث ، وعمر بن سعد ، وشمر بن ذي الجوشن وغيرهم. وهم المعروفون بأشراف الكوفة
في لغة أبي مخنف وغيره ممّن كتب عن الحسين من الرواة في العهد العباسي. ولم يندم
من هؤلاء الوجوه أحد. نعم ، ندم البعض ممّن كان في الجيش ولم يشترك بقتال وهم قليل.
وفيما يلي طرف من أخبار مَنْ استاء
لقتله ، ومَنْ ندم على خذلانه :
نماذج ممّن استاء لقتله عليهالسلام
:
زوجة خَوَلِّي :
قال
هشام : فحدّثني أبي عن النوار بنت مالك قالت
: أقبل خولّي برأس الحسين فوضعه تحت إجّانة في الدار ، ثمّ دخل البيت فآوى إلى
فراشه ، فقلت له : ما الخبر ما عندك؟
قال : جئتُكِ بِغِنَى الدهر ، هذا رأس
الحسين معكِ في الدار.
قالت : فقلت : ويلك! جاء الناس بالذهب
والفضة وجئت برأس ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله؟!
لا والله ، لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبداً.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 236