اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 235
الفصل الأول : ردود الفعل
السريعة لمقتل الحسين عليهالسلام
المسلمون زمن الحسين عليهالسلام
؛ إمّا ناصرون ، وإمّا خاذلون ، وإمّا قاتلون :
أمّا
الناصرون : فكان غالبيتهم من أهل الكوفة ، وقد
سُجن منهم ما يقرب من اثني عشر ألف [١]
، واختفى عدد آخر ، ولم يمكنه أن يخترق المفارز التي وضعت على الطرق ليلحق بالحسين
عليهالسلام.
وكان قد سبق وجوه منهم إلى الحسين وبقوا معه في مكّة ، ثمّ رافقوه حتّى وصوله
كربلاء ، فقاتلوا بين يديه حتّى قُتل. وهؤلاء لم يتجاوزوا الستين رجلاً ، بعد أن
إنضاف إليهم ما دون العشرة ممّن لم يسجن ، واستطاع أن يخترق المفارز التي وضِعت
على الطرق ، وليس من شك أنّ هؤلاء المسجونين والمختفين حين بلغهم قتل الحسين عليهالسلام عاشوا في حزن عميق
، وأسى ملأ عليهم كيانهم ووجودهم. وقد سارع بعضهم للاستنكار على ابن زياد ممّن كان
معذوراً من اللحاق بالحسين عليهالسلام
لفقدانه البصر ، ولازم المسجد للعبادة كعبد الله بن عفيف الأزدي ، فقُتِل ومضى
شهيداً على ما مضى عليه الحسين عليهالسلام.
أمّا بقيتهم كالمختار ، وسليمان بن صرد ، والمسيّب بن نجية ، ورفاعة بن شداد
وغيرهم فقد
[١] قال المظفر في
تاريخ الشيعة / ٣٤ : إنّ عبيد الله بن زياد سجن اثني عشر ألفاً من الشيعة ، ولم
يترك واحداً (من زعمائهم طليقاً). انظر أيضاً المختار بن عبيد الثقفي ـ للدكتور
علي حسني الخربوطلي / ٧٤ ـ ٧٥.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 235