اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 227
وصول آل الرسول إلى كربلاء :
وفي مثير الأحزان واللهوف : إنّ آل
الرسول لمّا بلغوا العراق طلبوا من الدليل أن يمرّ بهم على كربلاء ، فلمّا وصلوا
مصرع الشهداء وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وجماعة من بني هاشم قدموا لزيارة
قبر الحسين عليهالسلام
، فوافَوا في وقت واحد ، فتلاقوا بالحزن والبكاء ، واجتمع إليهم نساء ذلك السواد ،
وأقاموا على ذلك أيّاماً ، ثمّ انفصلوا من كربلاء قاصدين مدينة جدّهم.
إقامة العزاء في مدينة
النبيِّ صلىاللهعليهوآله :
روى بشير بن حذلم قال : لمّا قرُبنا من
المدينة حطَّ علي بن الحسين عليهالسلام
رحله ، وضرب فسطاطه وأنزل نساءه ، وقال : «يا بشير ، رحم الله أباك لقد كان شاعراً
، فهل تقدر على شيء منه؟». فقال : بلى يابن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إنّي لشاعر. فقال
عليهالسلام
: «ادخل المدينة وانع أبا عبد الله».
قال بشير : فركبت فرسي وركضت حتّى دخلت
المدينة ، فلمّا بلغت مسجد النبي صلىاللهعليهوآله
رفعت صوتي بالبكاء ، وأنشأت أقول :
يا أهلَ يثربَ لا مقامَ لكم
بها قُتل الحسينُ فأدمعي مدرارُ
الجسمُ منه بكربلاء مضرّجٌ
والرأسُ منه على القناةِ يدارُ
قال : ثمّ قلت : هذا علي بن الحسين عليهالسلام مع عمّاته وأخواته
قد حلّوا بساحتكم ، ونزلوا بفنائكم ، وأنا رسوله إليكم أعرّفكم مكانه.
قال : فلم يبقَ في المدينة مخدّرة ولا
محجّبة إلاّ برزنَ من خدورهنّ ، وهنّ بين باكية ونائحة ولاطمة ، فلم يُرَ يوم أمّر
على أهل المدينة منه ، وسألوه : مَنْ أنت؟ قال : فقلت : أنا بشير ابن حذلم ، وجَّهني
علي بن الحسين ، وهو نازل في موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله ونسائه. قال : فتركوني
مكاني وبادروني ، فضربت فرسي حتّى رجعت إليهم فوجدت
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 227