اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 214
فلمّا فرغ ابن زياد من مقالته وثب إليه
عبد الله بن عفيف الأزدي ثمّ الغامدي ثمّ أحد بني والبة (وكان من شيعة علي ، وكانت
عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علي ، فلمّا كان يوم صفين ضُرب على رأسه ضربة وأخرى
على حاجبه فذهبت عينه الأخرى ، فكان لا يكاد يُفارق المسجد الأعظم يصلي فيه إلى
الليل ثمّ ينصرف).
فلمّا سمع مقالة ابن زياد قال : يابن
مرجانة ، إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت وأبوك والذي ولاّك وأبوه. يابن مرجانة ، أتقتلون
أبناء النبيين وتتكلّمون بكلام الصديقين؟! فقال ابن زياد : عليَّ به.
فوثبت عليه الجلاوزة فأخذوه : فنادى
بشعار الأزد : يا مبرور. قال : وعبد الرحمن بن مخنف الأزدي جالس فقال : ويح غيرك!
أهلكت نفسك وأهلكت قومك. قال : وحاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمئة مقاتل ، قال : فوثب
إليه فِتية من الأزد فانتزعوه ، فأتوا به أهله ، فأرسل إليه مَنْ أتاه به فقتله ، وأمر
بصلبه في السَّبخة فَصُلِب هنالك.
موقف زيد بن أرقم :
قال الطبري : لمّا وضِع رأس الحسين عليهالسلام بين يدي ابن زياد
أخذ ينكت بقضيب بين ثنيتيه ساعة ، فلمّا رآه زيد بن أرقم لا ينجُم [١] عن نكته بالقضيب ، قال له : اعلُ بهذا
القضيب عن هاتين الثنيتين ، فوالذي لا إله غيره ، لقد رأيت شفتي رسول الله صلىاللهعليهوآله على هاتين الشفتين
يقبّلهما ، ثمّ انفضخ الشيخ يبكي. وفي رواية الذهبي ، عن أبي داود السبيعي ، فقال
له ابن زياد : ما يبكيك أيّها الشيخ؟ قال : يبكيني ما رأيت من رسول الله صلىاللهعليهوآله رأيته يمصّ موضع
هذا القضيب ويلثمه ، ويقول : «اللّهمّ إنّي أحبّه فأحبّه» [٢].
فقال له ابن زياد : أبكى الله عينيك ، فوالله
لولا أنّك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك. قال : فنهض فخرج.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 214