اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 204
قال : وجاء حنظلة بن أسعد الشبامي فقام
بين يدي الحسين عليهالسلام
فأخذ ينادي : (وقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ
عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَْحْزابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ
وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ
* ويا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنادِ * يَوْمَ تُوَلُّونَ
مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما
لَهُ مِنْ هادٍ)
غافر / ٣٠ ـ ٣٣. يا قوم ، لا تقتلوا حسيناً فيسحتكم الله بعذاب ، وقد خاب مَنْ
افترى.
فقال له الحسين عليهالسلام : «يابن أسعد رحمك
الله ، إنّهم قد استوجبوا العذاب حين ردّوا عليك ما دعوتهم إليه من الحقّ ، ونهضوا
إليك ليستبيحوك وأصحابك ، فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين؟». قال : صدقت
، جُعلت فداك ، أنت أفقه منّي وأحقّ بذلك ، أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا؟ فقال
: «رُح إلى خير من الدنيا وما فيها ، وإلى ملك لا يبلى». فقال : السلام عليك أبا
عبد الله ، صلى الله عليك وعلى أهل بيتك ، وعرّف بيننا وبينك في جنته. فقال : «آمين
آمين». فاستقدم فقاتل حتّى قُتل.
شهادة ذرّية الرسول صلىاللهعليهوآله
وآل أبي طالب عليهمالسلام :
قال : وكان أوّل قتيل من بني أبي طالب
يومئذ علي الأكبر بن الحسين بن علي عليهمالسلام
، وأمّه ليلى ابنة أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وذلك أنّه أخذ يشدّ على
الناس ، وهو يقول :
أنا علي بن الحسين بن علي
نحنُ وربِّ البيتِ أولى بالنبي
تالله لا يحكم فينا
ابنُ الدَّعي
ففعل ذلك مراراً.
فبصر به مرّة بن منقذ العبدي فقال : عليَّ
آثام العرب إن مرّ بي يفعل مثل ما كان يفعل إن لم أثكل أباه. فمرّ يشدّ على الناس
بسيفه ، فاعترضه مرّة بن منقذ فطعنه فصُرع ، واحتوشه الناس فقطّعوه بأسيافهم.
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 204