اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 202
فقال لهم الحصين بن تميم : إنّها لا
تُقبل.
فقال له حبيب بن مظاهر : لا تُقبل زعمت
الصلاة من آل رسول الله صلىاللهعليهوآله
وتُقبل منك يا حمار؟
ثمّ صلّوا الظهر ، وصلّى بهم الحسين عليهالسلام صلاة الخوف.
شهادة حبيب بن مظاهر :
وحمل حصين بن تميم على أصحاب الحسين عليهالسلام ، فخرج إليه حبيب
بن مظاهر فضرب وجه فرسه بالسيف فشبّ ووقع عنه ، وحمله أصحابه فاستنقذوه ، وأخذ
حبيب يقول :
أنا حبيبٌ وأبي مظاهرْ
فارسُ هيجاءٍ وحربٍ تسعَرْ
أنتمْ أعدُّ عدّة وأكثرْ
ونحن أوفى منكمُ وأصبَرْ
ونحن أعلى حجّة وأظهرْ
حقّاً وأتقى منكمُ وأعذَرْ
وقاتل قتالاً شديداً ، فحمل عليه رجل من
بني تميم فضربه بالسيف على رأسه فقتله ، وكان يُقال له : بديل بن صريم من بني
عقفان ، وحمل عليه آخر من بني تميم فطعنه فوقع ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم
على رأسه بالسيف فوقع ، ونزل إليه التميمي فاحتز رأسه.
فقال له الحصين : إنّي لشريكك في قتله.
فقال الآخر : والله ما قتله غيري. فقال الحصين : أعطنيه أعلقه في عنق فرسي كيما يرى
الناس ويعلموا أنّي شركت في قتله ، ثمّ خذه أنت بعدُ فامض به إلى عبيد الله بن
زياد ، فلا حاجة لي فيما تعطاه على قتلك إيّاه. قال : فأبى عليه ، فأصلح قومه فيما
بينهما على هذا ، فدفع إليه رأس حبيب بن مظاهر ، فجال به في العسكر قد علّقه في
عنق فرسه ، ثمّ دفعه بعد ذلك إليه.
قال أبو مخنف : حدّثني محمد بن قيس قال
: لمّا قُتل حبيب بن مظاهر هدَّ ذلك حسيناً ، وقال عند ذلك : «أحتسب نفسي وحماة
أصحابي».
اسم الکتاب : الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام المؤلف : البدري، سامي الجزء : 1 صفحة : 202